جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
تفاسير سور من القرآن
87375 مشاهدة print word pdf
line-top
معنى خذوا زينتكم

...............................................................................


وقوله جل وعلا في هذه الآية: يَا بَنِي آدَمَ كأنه يذكرهم بقضية إبليس، لا يدوم إبليس على النكاية فيكم بنزع ثيابكم عنكم، كما فعل بأبويكم. خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ؛ الأصل أأخذوا بالهمزة؛ لأنه مضارع أخذ بالهمزة إلا أن ثلاثة أفعال مهموزة الفاء وهيأخذ، وأمر، وأكل، يجوز حذف همزتها في الأمر، كما بيناه مرارا.
خُذُوا زِينَتَكُمْ ؛ أي لباسكم الذي تسترون به عوراتكم، وتتجملون به عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ سواء كان المسجد الحرام للطواف، أو غيره من المساجد للصلاة.
وكون الزينة هنا لبس اللباس للطواف والصلاة يكاد يجمع عليه المفسرون، وقد دل عليه حديث ابن عباس المذكور، الذي قدمنا أن له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأخذ العلماء من ظاهر عموم الآية -أنه ينبغي للرجل إذا أراد أن يخرج إلى المسجد ليحضر جماعات المسلمين، ويصلي -أن يلبس من الثياب أحسنها.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الثناء على لون البياض، في حديثه إن من خير ثيابكم البياض فالبسوا البياض، وكفنوا فيه موتاكم. وإن من خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر هو حديث مشهور، أخرجه بعض أصحاب السنن، وغيرهم .
ولذا كانوا يتطيبون ويستاكون، ويقولون: إن الطيب والسواك من كمال الزينة التي يتناولها ظاهر الآية الكريمة، مع القطع بأنها نازلة في عدم العري، وستر العورات عند الطواف والصلوات.

line-bottom